المذهب الرمزي:


المذهب الرمزي:
التعريف :
● 
الرمزية مذهب(*) أدبي فلسفي ملحد، يعبر عن التجارب الأدبية والفلسفية المختلفة بواسطة الرمز أو الإشارة أو التلميح.
-
والرمز معناه الإيحاء، أي التعبير غير المباشر عن النواحي النفسية المستترة التي لا تقوى اللغة على أدائها أو لا يراد التعبير عنها مباشرة.
-
ولا تخلو الرمزية من مضامين فكرية واجتماعية، تدعو إلى التحلل من القيم الدينية والخلقية، بل تتمرد عليها؛ متسترة بالرمز والإشار
تعريف الرمزية:
الرمزية مذهب أدبي فلسفي، يعبر عن التجارب الأدبية والفلسفية المختلفة بوساطة الرمز أو الإشارة أو التلميح. والرمز معناه الإيحاء، أي التعبير غير المباشر عن الأحوال النفسية المستترة التي لا تقوى اللغة على أدائها، أو لا يُرادُ التعبير عنها مباشرة. 
نشأة الرمزية وانتشارها:
نشأت الرمزية في أواخر القرن التاسع عشر كردّ فعل على الرومانسية والبرناسيّة، واستمرت حتى أوائل القرن العشرين معايشةً البرناسيّة والواقعية والطبيعية، ثم امتدت حتى شملت أمريكا وأوربا. 
في البداية لم تكن الرمزية واضحة السمات، فجماعة (البرناس) انقسمت على نفسها، وانفصل عنها (فيرلين) و(مالارميه) ليكوّنا اتجاهاً سيعرف بالرمزية، ولم يُعْرَفِ اصْطِلاحُ (الرمزية) إلاّ في عام 1885م.
وقد ورد أولَ مرة في مقالة كتبها الشاعر الفرنسي (جان موريس) رداً على الذين اتهمُوهُ وأمثاله بأنهم شعراء الانحلال أو الانحدار، فقال: (إن الشعراء الذين يُسمّون بالمنحلين إنما يسعَون للمفهوم الصافي والرمز الأبدي في فنهم قبل أي شيء آخر). 
وفي عام 1886م، أنشأ (موريس) جريدةً سمَّاها (الرمزي)، ونشر في العام نفسه في جريدة (الفيغارو) بيانَ الرمزية، وفي عام 1891م أعلن أن الرمزية قد ماتت، ولكنها استمرت وقويت وانتشرت وأصبحت ذات مكانة كبيرة في الأدب والفن، بقيت آثارها خلال القرن العشرين رغمَ تعرُّضها لهجمات كثيرة، وبقيت معايشةً للمدارس الجديدة كالسرياليّة والمستقبلية والوجوديّة وغيرها.
كان رواد الرمزية الأوائل قد أخذوا على الرومانسية مبالغتها في الذاتية والانطواء على النفس، وإفراطها في التهاون اللغوي والصياغة الشكليّة، ثم أخذوا على البرناسية المبالغة في الاحتفاء بالشكل ولا سيما الأوزان؛ مما قد يحرم الشاعر من إمكانية التنويع ومواءمة التموجات الانفعالية، وأخذوا عليها أيضاً شدة الوضوح والدقّة بينما ثمت في عالم الشِّعْرِ مناطق خفية يصعب التعبير عنها بدقة ووضوح، فالوضوح والدقة والمنطق والوعي والقيود اللغوية والفنية كلّها شروط تُقلِّص الإبداعَ وتكبح الانفعال، ولا بدّ من الانطلاق مع العفوية والحرية ليجري الإبداع في أجواء خالية من القيود، ولا بد من التماس الرموز للتعبير عن الحالات النفسية الغائمة بطريقة الإيحاء لا بالطريقة المباشرة.
لا تخلو الرمزية من مضامين فكرية واجتماعية، تدعو إلى التحلل من القيم الدينية والخلقية، بل تتمرد عليها؛ متسترةً بالرمز والإشارة، وتعد الرمزية الأساس المؤثر في مذهب الحداثة الفكري والأدبي الذي خلفه، وهي مدرسة جديدة عملت على محورين:
أولهما محاولة التقاط التجربة الشعرية في أقصى نعومتها ورهافتها، وثانيهما التماس الإطار الفني الحر المرن الذي يستطيع التعبير عن التجربة الشعرية ونقل أحوالها إلى القارئ من خلال نوع من المغناطيسية التي تسري إليه من الشاعر، تماماً كما هو الأمر في الموسيقا والفنون التشكيلية.
ولئن كان الرمز عماد هذه المدرسة فالرمزية الفنية الجديدة تختلف عن الرمزية التي كانت معروفة في العصور السابقة، فالتعبير بالرمز كان مألوفاً في كثير من المدنيات، في العصور الوسطى وأدب التصوّف وفي روائع الرواية الواقعية، وكان الرومانسيون والبرناسيون يستخدمون الرمز أحياناً، فالرمز أداة تعبير عالمية قديمة، واللغة في حدّ ذاتها مجموعة من المنظومات الرمزية وكان الناس ولا يزالون يعبرون بالرموز عن مقاصدهم سواء بالإشارة أو بالرسم أو بالألفاظ، وكان مألوفاً التعبير بالنار عن الإحراق، وبالطير عن السرعة، وبالريح عن القوة مع السرعة، وبالبحر عن الاتساع، وبالراية عن سيادة الأمة، فهذه كلها رموز، لكن المدرسة الرمزية شيء آخر، لقد أصبحت منهجاً فنيًّا متكاملاً ذا سمات عديدة، وأصبح الرمز فيها قيمة فنيّة وعضوية ودخلت في نطاقه الرموز التاريخية والأسطورية والطبيعية والأشياء ذات الدلالة الموحية، كما تميّزت بالاستفادة من المقومات الموسيقية واللونيّة والحسية والمشابكة بينها في لغة تعبيرية جديدة.
لقد بدأت الرمزية في فرنسا حيث وُلدتْ أكثرُ المذاهب الأدبية والفكرية، ولئن مالت إلى التلاشي في فرنسا فقد قويت في غيرها (أوربا وأمريكا) ولقيتْ رواجاً كبيراً. 
ويكاد يكون هذا المذهب نتيجة من نتائج تمزق الإنسان الأوروبي وضياعه بسبب طغيان النزعة المادية وغيبة الحقيقة والتعلق بالعقل البشري وحده للوصول إليها، من خلال علوم توهم بالخلاص عند السير في دروب الجمال، ولا شك في أن الرمزية ثمرة من ثمرات الفراغ الروحي والهروب من مواجهة المشكلات من خلال استخدام الرمز في التعبير عنها.
الجذور الفكرية والعقائدية:
● لقد انبثقت الرمزية عن نظرية المثل لدى أفلاطون، وهي نظرية تقوم على إنكار الحقائق الملموسة، وتعبر النظرية عن حقائق مثالية، وتقول: إن عقل(*) الإنسان الظاهر الواعي عقل محدود، وأن الإنسان يملك عقلاً غير واعٍ أرحب من ذلك العقل.
● 
وفي أواخر القرن التاسع عشر تجمعت عوامل عقدية واجتماعية وثقافية لولادة الرمزية على يد: بودلير وغيره من الأدباء:
● 
العوامل العقدية: وتتمثل في انغماس الإنسان الغربي في المادية(*) التي زرعتها الفلسفة(*) الوضعية، ونسيان كيانه الروحي، وقد فشلت المادية والإلحاد(*) في ملء الفراغ الذي تركه عدم الإيمان بالله.
● 
العوامل الإجتماعية: وتتمثل في الصراع الاجتماعي الحاد بين ما يريده بعض الأدباء والمفكرين من حرية مطلقة وإباحية أخلاقية، وبين ما يمارسه المجتمع من ضغط وكبح لجماحهم، مما زاد بتأثرهم بنظرية المثل الأفلاطونية وكتابات الكاتب الأمريكي ادجار الآن بو – الخيالية المتميزة.
-
العوامل الفنية : وذلك باعتقادهم أن اللغة عاجزة عن التعبير عن تجربتهم الشعورية العميقة، فلم يبق إلا الرمز ليعبر فيه الأديب عن مكنونات صدره.
التأسيس وأبرز الشخصيات:
● 
رغم أن استعمال الرمز قديم جداً، كما هو عند الفراعنة واليونانيين القدماء إلا أن المذهب الرمزي بخصائصه المتميزة لم يعرف إلا عام 1886م حيث أصدر عشرون كاتباً فرنسيًّا بياناً نشر في إحدى الصحف يعلن ميلاد المذهب الرمزي، وعرف هؤلاء الكتّاب حتى مطلع القرن العشرين بالأدباء الغامضين. وقد جاء في البيان: إن هدفهم "تقديم نوع من التجربة الأدبية تستخدم فيها الكلمات لاستحضار حالات وجدانية، سواء كانت شعورية أو لا شعورية، بصرف النظر عن الماديات المحسوسة التي ترمز إلى هذه الكلمات، وبصرف النظر عن المحتوى العقلي الذي تتضمنه، لأن التجربة الأدبية تجربة وجدانية في المقام الأول".
● 
ومن أبرز الشخصيات في المذهب الرمزي في فرنسا وهي مسقط رأس الرمزية:
-
الأديب الفرنسي بودلير 1821 – 1967م وتلميذه رامبو.
-
ومالارراميه 1842 – 1898م ويعد من رموز مذهب الحداثة أيضاً.
-
بول فاليري 1871 – 1945م.
-
وفي ألمانيا ر.م. ريلكه وستيفان جورج.
-
وفي أمريكا يمي لويل.
-
وفي بريطانيا: أوسكار وايلد.
خصائص المذهب الرمزي:-
1
الغموض:-
ويعود الغموض في الأدب الرمزي إلى كون الرمزيين يحاولون استجلاء ما وراء عالم الحس الخفي، وما في داخل النفس الإنسانية.
2- 
الإيحاء:-
حيث يرتبط الإيحاء بمفهوم الغموض ارتباطاً عضوياً، فالإيحاء لا يؤدي دلالة واضحة، وإنما ينقل حالة نفسية إلى القارئ من خلال التراكيب اللغوية.
3- 
اهتم الرمزيون بالموسيقى في شعرهم، وعدّوها جزءاً من تكوين النص الرمزي.
4- 
الاعتماد على تراسل الحواس في التعبير الأدبي.
5- 
آمن الرمزيون بفكرة الفن للفن. وضح ذلك.
إذ دعوا إلى أن يكون الأدب غاية في ذاته لا يوظف من أجل تحسين الواقع.
الرمزية في الفن الإسلامي:
كثيرة ومتنوعة هي الرموز الدينية التي تندرج تحت مسمى الإسلامية ، وهي في اغلبها نابعة عن المصدر الأول للفكر الإسلامي المتمثل بالقرآن الكريم ، فارتبط فيها الجانب الروحي بالجانب المادي بصلات وثيقة ، حيث جعلت من الفنان المسلم معبراً عن بعض المواضيع السماوية وفق التزامه بآداب وتقاليد الدين الإسلامي وتعاليمه القويمة، مما جعله ينتج فناً أصيلاً يرتقي القمة في عالم الفن ، وهذا ما يظهر جلياً في العمائر الاسلامية التي تعد احدى اهم واروع تلك الرموز المعبرة عن روح الاسلام .
 تأثرت العمارة العربية بأساليب فنية مختلفة من خلال الفتوحات الاسلامية والحضارات التي احتك بها المسلمين كالحضارة البيزنطية والساسانية والهيلينية وغيرها والتي مُزجت مع الحضارة العربية وموروثها ، لينتج منها مجتمعة شوامخ اسلامية نتلمس فيها الوحدة الفنية على الرغم من تعدد مراكز تلك الحضارات وبعد مواقعها ،  و يرجع ذلك إلى وحدة المنبع والأساس ألفكري للحضارة الإسلامية الفذة .
 لقد تعامل المسلمون بشكل حضاري مع تلك الثقافات الجديدة ، حيث اتجهوا بها نحو السمو ووجهوها الى الطريق الصحيح ولم يحاولوا قط طمس معالمها الثقافية بل أبقوا عليها وأضافوا إليها الشيء الكثير ، فعمد الفنان المسلم الى استبدال الصور والتماثيل التي تزين العمائر في الحضارات الاخرى بالأعمدة المتنوعة وأدخل الفسيفساء والزخارف النباتية والهندسية وحورها واهتم بالتصميم المعماري والتصميم الهندسي والإيقاع الجمالي بروحية اسلامية مما اكسب الاشكال فرادة وتميزاً في بناء العمائر وتزيينها  .


কোন মন্তব্য নেই:

একটি মন্তব্য পোস্ট করুন

প্রকৃত মুসলমান হওয়ার জন্য প্রত্যেক মুমিনের আল্লাহওয়ালা সমাজকেন্দ্রিক হওয়া উচিত। _ হযরত কায়েদ ছাহেব হুজুর রহ.