ألفرِد دي موسيه



   (11) نبذة من حياة  

   (11) نبذة من حياة ألفرِد دي موسيه
إسمه وتعريفه:إسمه ألفرِد دي موسيه، هو شاعر غنائي ومسرحي، لُقب بالولد النابغة
موليده: وُلد ألفرِد دي موسيه في 11 كانون الأوّل/ديسمبر1810 في باريس لعائلة تنتمي إلى الطّبقة العُليا
نشأته :عمل والده في مناصب حكوميّة مهمّة؛ وبالرّغم من ثرائهِ، فقد كان يبخل بماله على ابنه فلم يمنحه شيئًا.. وكانت أمُّهُ إحدى سيّدات المجتمع الرّاقي..
تعليمه: التحق في سِنّ التّاسعة بكليّة هنري الرّابع، ولكنّه لم يستطع دراسة أيّ فرع جامعيّ، كالحقوق أو الطّبّ، لأنّ جلسات التّشريح الّتي كان يحضرها في مستهلّ دراسته للطّبّ البشريّ أصابتْهُ بالتّقزّز والهلع.. ثمّ انصرف إلى الموسيقا والرّسم، إلّا أنَّهُ ترك كلّ هذا واتّجه إلى كتابة الشّعر والمسرح ليصير أحد أهمّ الأُدباء الرّومانسيّين.
في عام 1833 تعرّف على الأديبة الفرنسيّة الشّهيرة جورج صاند (1876-1804) وسرعان ما وقع في هواها، وأصبح عشيقها الأثير.. شعر أنّ حُلمه قد تحقّق فجأةً، وأنّ المرأة الّتي طالما حلم بها تأتي إليه في صورة شعريّة مُلْهمة، فاستجاب لها وودّع حياة العبث ولياليه الماجِنة…، وبعد خلاف بينهما وهما في البندقيّة انتابت جورج صاند (الاسم المستعار للأديبة الفرنسيّة لأمانتين أورو لوسيل دوبين) حُمّى شديدة، فما كان من الشّاعر والحبيب إلّا أن تركها وعاد وحيدًا إلى باريس، حاملًا معه الإحباط والانكسار وخيبة الأمل..
وبعد أن عاوده شيء من طمأنينة النَّفس التجأ إلى الغناء، فأنشد "اللّيالي"، فكأنّما الألم الّذي عاناه وهو في إيطاليا، قد أنضج فيه عذوبته الشّعريّة وانطلق لسانه يرنّم بأعذب القصائد.
في عام 1852 انتخب عضوًا في الأكاديميّة الفرنسيّة، وهو أعلى المراتب والمناصب الأدبيّة في فرنسا..
عمليته: عشق شاعرنا دي موسيه الأدب والشِّعر، وبدأت مؤشّرات الموهبة تظهر عليه في مرحلة الطّفولة.. وذلك من خلال ولعه بالقصص الرّومانسيّة القديمة… فكان ينكبّ على قراءَة القصص الصّغيرة، ثم يحاول تجسيدها على شكل مسرحيّات مُصغّرة.
في عام 1827، تمكّن من الفوز بجائزة المقالات اللّاتينيّة، بمساعدة "بول فوشيه" صهر الأديب فيكتور هوجو (1802-1885).. وما أن بلغ سنّ السّابعة عشرة حتّى بدأ ينتظم في حضور الصّالونات الأدبيّة لـ"شارل نودييه"، وانضمّ إلى جماعة "العليّة الّتي انشأتها إحدى المجموعات الأدبيّة الباريسيّة بهدف إحياء الأدب الفرنسي…
والمعروف أنّ إنتاجه الشّعر تمَّ جمعه في مجلّدين.. الأوّل بعُنوان "الأشعار الأولى" (1829-1835) والثّاني بعُنوان "الأشعار الجديدة" (1835-1852).
في المجلّد الأوّل يسود الخيال الجامح حيث تفيض مجموعته الشّعريّة "قصص من إسبانيا وإيطاليا" بالرّومانسيّة الّتي أرادها أن تكون ساخرةً، وتحذو حذو الشّاعر الإنجليزي "بايرون" (1788-1824) إلى أقصى حدّ ممكن..
إلّا أنّ عظمته كشاعر موهوب حقّـًا تتجلّى لنا في مسرحيّة "الكأس والشّفاه"، حيثُ يُبيّن كيف أنّ الإنسان متى انحدر إلى الرّذيلة، فإنّه لا يجد القدرة بعد ذلك على استرجاع السّعادة.
أمّا مسرحيّة "بِمَ تحلم الفتيان؟" فإنّها تسخر مسخرية مرحة من الاتّجاه الخياليّ لتفكيرهنّ.. بينما في روايته التّاريخيّة "لورنزا شيو" (1834) أراد أن يحاكي شكسبير (1564-1616)، لكن قدراته خانته في أن يبلغ مداه..
هذا وقد نجح في مسرحيّته "فنتازيو" (1834) أن يجعل شخصيّاتها متقلّبة المزاج، غير مستقرّة انفعاليّـًا..
ويحتوي المجلّد الثّاني على قصائد الأربع "اللّيالي" الّتي ظهرت خلال عدّة سنوات حتّى انتهت بقصيدة "الذّكرى" عام (1841).
وهي تُبيّن كلّ الجهود الّتي بذلها دي موسيه، لكي يحرّر نفسه من اليأس، ويجد الهدوء والسّكينة.. على أنَّه في نهاية الأمر وازن شاعرنا بين رهافة الحِسّ ورجاحة العقل، وبين العاطفة الهوجاء والعاطفة الرّشيدة، وهذا ما نراه في أعماله "أهواء ماريان" و"لا مزاح في الحبّ".
وحين نأتي إلى روايته "اعترافات فتى العصر" (1836) نراه يعترف بكلّ الحقائق بنوع من الصّدق والشّفافية.. وتكمن عبقريّة هذا العمل الحقيقيّة في كون الشّاعر عبّر عن نظرته إلى نفسه، وإلى حياته الشّخصيّة، كما أراد أن يوضح بشيء من المداربة، عن صرخة جيل بأسره من الشّبّان الفرنسيّين الّذين وُلدوا وترعرعوا في أبهى مرحلة الأمجاد النّابليونيّة، ثمّ ما لبثوا أن وجدوا أنفسهم وقد حُرِموا من تلك الأمجاد.
ولأنّ دي موسيه يُمجّد القلب بما فيه من مشاعر… لذلك قال ينصح أحد اصدقائه: اِقرع باب القلب، ففيه وحده العبقريّة، وفيه الرّحمة والعذاب، وفيه صخرة صحراء الحياة، حيث تنحبس أمواج الألحان يومًا ما، إذًا مسّتها عصا موسى..".
وفاته :وفي الثّاني من شهر آذار/مارس 1857 توفّي دي موسيه وهو في الـ 47 من عمره، وقبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة بلحظات، قال: "اُريد أن أنام!! أخيرًا سوف أنام إلى الأبد وأستريح"..!
لكنّه، سيبقى واحدًا من الشّعراء القلائل الّذين أثْروا الحركة الشّعريّة والأدبيّة في أوروبّا… وتأثّر به العديد من الأدباء العرب، لما لاقتْهُ أعماله وكتاباته من صدًى واسع وتأثير كبير، نظرًا لصدقها وجمالها وروعتها.
أعماله:
  • الليالى
  • أشعار جديدة
  • مسرحية "لا يمزح مع الحب"
  • "اعتراف فتى العصر" قصة
الاستقبال النقدي:
انتقد الشاعر الفرنسي أرتور رامبو أعمال موسيه بشدة. كتب رامبو في رسائل الرائي (Lettres du Voyant) أن موسيه لم يُنجز أي شيء لأنه "أغلق عينيه" عن رؤياه. بينما استلهم المخرج الفرنسي جان رينوا مسرحية موسيه أمزجة ماريان في فيلمه قواعد اللعبة.
يقول عنه النّقّاد:
"إنّ هذا الرّجل على الأقلّ لم يكذب أبدًا، وكان لا يقول إلّا ما كان يشعر به، وكان يصرّح به كما يشعر به، لقد فكّر بصوتٍ مرتفع..

إسمه وتعريفه:إسمه ألفرِد دي موسيه، هو شاعر غنائي ومسرحي، لُقب بالولد النابغة
موليده: وُلد ألفرِد دي موسيه في 11 كانون الأوّل/ديسمبر1810 في باريس لعائلة تنتمي إلى الطّبقة العُليا
نشأته :عمل والده في مناصب حكوميّة مهمّة؛ وبالرّغم من ثرائهِ، فقد كان يبخل بماله على ابنه فلم يمنحه شيئًا.. وكانت أمُّهُ إحدى سيّدات المجتمع الرّاقي..
تعليمه: التحق في سِنّ التّاسعة بكليّة هنري الرّابع، ولكنّه لم يستطع دراسة أيّ فرع جامعيّ، كالحقوق أو الطّبّ، لأنّ جلسات التّشريح الّتي كان يحضرها في مستهلّ دراسته للطّبّ البشريّ أصابتْهُ بالتّقزّز والهلع.. ثمّ انصرف إلى الموسيقا والرّسم، إلّا أنَّهُ ترك كلّ هذا واتّجه إلى كتابة الشّعر والمسرح ليصير أحد أهمّ الأُدباء الرّومانسيّين.
في عام 1833 تعرّف على الأديبة الفرنسيّة الشّهيرة جورج صاند (1876-1804) وسرعان ما وقع في هواها، وأصبح عشيقها الأثير.. شعر أنّ حُلمه قد تحقّق فجأةً، وأنّ المرأة الّتي طالما حلم بها تأتي إليه في صورة شعريّة مُلْهمة، فاستجاب لها وودّع حياة العبث ولياليه الماجِنة…، وبعد خلاف بينهما وهما في البندقيّة انتابت جورج صاند (الاسم المستعار للأديبة الفرنسيّة لأمانتين أورو لوسيل دوبين) حُمّى شديدة، فما كان من الشّاعر والحبيب إلّا أن تركها وعاد وحيدًا إلى باريس، حاملًا معه الإحباط والانكسار وخيبة الأمل..
وبعد أن عاوده شيء من طمأنينة النَّفس التجأ إلى الغناء، فأنشد "اللّيالي"، فكأنّما الألم الّذي عاناه وهو في إيطاليا، قد أنضج فيه عذوبته الشّعريّة وانطلق لسانه يرنّم بأعذب القصائد.
في عام 1852 انتخب عضوًا في الأكاديميّة الفرنسيّة، وهو أعلى المراتب والمناصب الأدبيّة في فرنسا..
عمليته: عشق شاعرنا دي موسيه الأدب والشِّعر، وبدأت مؤشّرات الموهبة تظهر عليه في مرحلة الطّفولة.. وذلك من خلال ولعه بالقصص الرّومانسيّة القديمة… فكان ينكبّ على قراءَة القصص الصّغيرة، ثم يحاول تجسيدها على شكل مسرحيّات مُصغّرة.
في عام 1827، تمكّن من الفوز بجائزة المقالات اللّاتينيّة، بمساعدة "بول فوشيه" صهر الأديب فيكتور هوجو (1802-1885).. وما أن بلغ سنّ السّابعة عشرة حتّى بدأ ينتظم في حضور الصّالونات الأدبيّة لـ"شارل نودييه"، وانضمّ إلى جماعة "العليّة الّتي انشأتها إحدى المجموعات الأدبيّة الباريسيّة بهدف إحياء الأدب الفرنسي…
والمعروف أنّ إنتاجه الشّعر تمَّ جمعه في مجلّدين.. الأوّل بعُنوان "الأشعار الأولى" (1829-1835) والثّاني بعُنوان "الأشعار الجديدة" (1835-1852).
في المجلّد الأوّل يسود الخيال الجامح حيث تفيض مجموعته الشّعريّة "قصص من إسبانيا وإيطاليا" بالرّومانسيّة الّتي أرادها أن تكون ساخرةً، وتحذو حذو الشّاعر الإنجليزي "بايرون" (1788-1824) إلى أقصى حدّ ممكن..
إلّا أنّ عظمته كشاعر موهوب حقّـًا تتجلّى لنا في مسرحيّة "الكأس والشّفاه"، حيثُ يُبيّن كيف أنّ الإنسان متى انحدر إلى الرّذيلة، فإنّه لا يجد القدرة بعد ذلك على استرجاع السّعادة.
أمّا مسرحيّة "بِمَ تحلم الفتيان؟" فإنّها تسخر مسخرية مرحة من الاتّجاه الخياليّ لتفكيرهنّ.. بينما في روايته التّاريخيّة "لورنزا شيو" (1834) أراد أن يحاكي شكسبير (1564-1616)، لكن قدراته خانته في أن يبلغ مداه..
هذا وقد نجح في مسرحيّته "فنتازيو" (1834) أن يجعل شخصيّاتها متقلّبة المزاج، غير مستقرّة انفعاليّـًا..
ويحتوي المجلّد الثّاني على قصائد الأربع "اللّيالي" الّتي ظهرت خلال عدّة سنوات حتّى انتهت بقصيدة "الذّكرى" عام (1841).
وهي تُبيّن كلّ الجهود الّتي بذلها دي موسيه، لكي يحرّر نفسه من اليأس، ويجد الهدوء والسّكينة.. على أنَّه في نهاية الأمر وازن شاعرنا بين رهافة الحِسّ ورجاحة العقل، وبين العاطفة الهوجاء والعاطفة الرّشيدة، وهذا ما نراه في أعماله "أهواء ماريان" و"لا مزاح في الحبّ".
وحين نأتي إلى روايته "اعترافات فتى العصر" (1836) نراه يعترف بكلّ الحقائق بنوع من الصّدق والشّفافية.. وتكمن عبقريّة هذا العمل الحقيقيّة في كون الشّاعر عبّر عن نظرته إلى نفسه، وإلى حياته الشّخصيّة، كما أراد أن يوضح بشيء من المداربة، عن صرخة جيل بأسره من الشّبّان الفرنسيّين الّذين وُلدوا وترعرعوا في أبهى مرحلة الأمجاد النّابليونيّة، ثمّ ما لبثوا أن وجدوا أنفسهم وقد حُرِموا من تلك الأمجاد.
ولأنّ دي موسيه يُمجّد القلب بما فيه من مشاعر… لذلك قال ينصح أحد اصدقائه: اِقرع باب القلب، ففيه وحده العبقريّة، وفيه الرّحمة والعذاب، وفيه صخرة صحراء الحياة، حيث تنحبس أمواج الألحان يومًا ما، إذًا مسّتها عصا موسى..".
وفاته :وفي الثّاني من شهر آذار/مارس 1857 توفّي دي موسيه وهو في الـ 47 من عمره، وقبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة بلحظات، قال: "اُريد أن أنام!! أخيرًا سوف أنام إلى الأبد وأستريح"..!
لكنّه، سيبقى واحدًا من الشّعراء القلائل الّذين أثْروا الحركة الشّعريّة والأدبيّة في أوروبّا… وتأثّر به العديد من الأدباء العرب، لما لاقتْهُ أعماله وكتاباته من صدًى واسع وتأثير كبير، نظرًا لصدقها وجمالها وروعتها.
أعماله:
  • الليالى
  • أشعار جديدة
  • مسرحية "لا يمزح مع الحب"
  • "اعتراف فتى العصر" قصة
الاستقبال النقدي:
انتقد الشاعر الفرنسي أرتور رامبو أعمال موسيه بشدة. كتب رامبو في رسائل الرائي (Lettres du Voyant) أن موسيه لم يُنجز أي شيء لأنه "أغلق عينيه" عن رؤياه. بينما استلهم المخرج الفرنسي جان رينوا مسرحية موسيه أمزجة ماريان في فيلمه قواعد اللعبة.
يقول عنه النّقّاد:
"إنّ هذا الرّجل على الأقلّ لم يكذب أبدًا، وكان لا يقول إلّا ما كان يشعر به، وكان يصرّح به كما يشعر به، لقد فكّر بصوتٍ مرتفع..

কোন মন্তব্য নেই:

একটি মন্তব্য পোস্ট করুন

প্রকৃত মুসলমান হওয়ার জন্য প্রত্যেক মুমিনের আল্লাহওয়ালা সমাজকেন্দ্রিক হওয়া উচিত। _ হযরত কায়েদ ছাহেব হুজুর রহ.