ليو تولستوي


  (14)نبذة  من حياة ليو تولستوي
المقدمة: ليف نيكولايافيتش تولستوي، ومن عمالقة الروائيين الروس ومصلح اجتماعي وداعية سلام ومفكر أخلاقي وعضو مؤثر في أسرة تولستوي ، يعد من أعمدة الأدب الروسي في القرن التاسع عشر والبعض يعده من أعظم الروائيين على الإطلاق.
أشهر أعماله روايتي (الحرب والسلام) و(أنا كارنينا) وهما يتربعان على قمة الأدب الواقعي، فهما يعطيان صورة واقعية للحياة الروسية في تلك الحقبة الزمنية.
اسمه :الكونت ليف نيكولايافيتش تولستوي
ولادته : ولد ليو تولستوي في عام 1828م، في مقاطعة تولا والتي تقع على بعد 130 ميلا جنوب مدينة موسكو.
ونشأته:
وكان نبيلا ووالده هو الكونت نيكولاس تولستوي، وأمه الأميرة ماريا فولكونسكي، وكانت أسرة والدته من سلالة روريك (أول حاكم ورد أسمه في التاريخ الروسي)، وكان من ضمن (دوطة) زواجها إقطاعية ياسنايابوليانا الجميلة، وهي التي ولد بها.
ولقد توفيت والدة تولستوي عندما كان عمره سنتين، وقامت إحدى قريباته تاتيانا بمساعدة والده في تربيته واخوانه، وقضيا معا حياة سعيدة، ولكن توفي والد تولستوي في صيف عام 1837م، فتم وضع أطفاله تحت رعاية حاضن شرعي، وهي الكونتيسة الكسندرا أوستن، وأمضوا السنوات التالية إما في بيتها في موسكو أو في زيارة تاتيانا في ياسنايابوليانا، ولما توفيت الكونتيسة عام 1841م أنتقلت حضانة الأطفال إلى شقيقتها بالاجيايوشكوف.
تعليمه :
وقد ملأ الأسى قلب تاتيانا حينما أخذت بالاجيا الأطفال بعيدا إلى منزلها في كازان، حيث أمضى تولتسوي بقية طفولته، ومع ذلك فقد ظل يزور مربيته تاتيانا كل صيف. وفي عام 1844 ألتحق بجامعة كازان ليدرس اللغات الشرقية العربية والتركية، بغية أن يلتحق في النهاية بالسلك الدبلوماسي.
رفضه للجامعة وبدئه للكتابة:
في أيلول من عام 1844م، قبل ليو تولستوي طالباً في جامعة كازان-كلية اللغات الشرقية، قسم اللغتين التركيّة والعربيّة، ولقد اختار ليف تولستوي هذا الاختصاص لسببين: الأول لأنّه أراد أن يصبح دبلوماسياً في منطقة الشرق العربي، والثاني، لأنّه مهتم بآداب شعوب الشرق، وعلى الرغم من أن تولستوي كان شغوفا بالقراءة منذ طفولته، إلا أنه لم يستطع التركيز في دراسته عندما أصبح طالبا، ومع ذلك فقد أنغمس تماما في الحياة الاجتماعية بالجامعة، وبعد أن فشل في إمتحانات السنة الأولى، قرر أن يغير أتجاهه ويدرس القانون، وكانت البداية في ذلك أكثر تبشيرا بالنجاح، ولكن ما أن حل عام 1847م، حتى كان تولستوي قد قرر ترك الدراسة دون أن يحصل على شهادته الجامعية، وقد جاء ذلك عقب أن جاءته الأنباء بأن تقسيم أملاك الأسرة قد جعلته يرث إقطاعية ياسنايابوليانا، وهي إقطاعية كبيرة فيها أكثر من 330عائلة فلاحية. وكان تولستوي رجلا ذو مثل عليا فأحس أن واجبه يحتم عليه العودة إلى إقطاعيته ياسنايا لرعاية أموره هناك ولتحسين أحوال رعيته من الفلاحين، وأعد مذكرات دقيقة عن خططه لتحقيق ذلك، وعن رغبته في الوصول إلى درجة الكمال، عن طريق أداء واجبه وقراءة أكثر ما يمكنه قراءته.
حياته الخاصة:
تزوج تولستوي من صوفي بيرز التي أثبتت أنها خير الزوجات وأفضل رفاق الحياة بالرغم من أنها تصغره بستة عشر عاما. ولقد خلفا 13 طفلا مات خمسة منهم في الصغر. وكان زواجه ملاذه لهدوء البال والطمأنينة، لأنه كان يعيده إلى واقع الحياة هربا من دوامة أفكاره. وزوجه صوفي كانت خير عون له في كتابته، فقد نسخت مخطوط روايته الحرب والسلام 7 مرات حتى كانت النسخة الأخيرة والتي تم نشرها.
الفلسفة المسيحية عند تولستوي:
يسأل تولستوى ويفكر في مسألة الموت : لماذا نموت ؟ ولماذا نخاف الموت؟ وله قصة باسم " ثلاث موتات " يقارن فيها بين موت سيدة ثرية وموت فلاح بسيط وموت شجرة، يخلص منها أنه كلما زاد وعينا انفصلنا عن الطبيعة والمجموعة البشرية ونحن نتألم لهذا الوعي وهذا الانفصال عند الموت.
آمن تولستوي بالوصايا العشر، لكنه رفض أي تنظيم أو منظمة دينية وبالتأكيد رفض الكنيسة. ولقد طُرِد من الكنيسة عام 1901م. كان تولستوي يدعو الجميع إلى العيش حياة الفلاحين من دون عنف.
كتبه:
ويُعد كتاب (الحرب والسلام1869م من أشهر أعمال تولستوي، ويتناول هذا الكتاب مراحل الحياة المختلفة، كما يصف الحوادث السياسية والعسكرية التي حدثت في أوروبا في الفترة ما بين 1805 و1820م. وتناول فيها غزو نابليون لروسيا عام 1812م. ومن أشهر كتبه أيضًا (أنا كارنينا) الذي عالج فيه قضايا اجتماعية وأخلاقية وفلسفية في شكل مأساة غرامية كانت بطلتها هي أنَّا كارنينا.
وفاته:
في 20 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1910م، توفي تولستوي في قرية استابو (في محطة القطار) حين هرب من بيته وحياة الترف، واصيب بالالتهاب الرئوي في الطريق، وكان قد بلغ من العمر 82 عاما. ودفن في حديقة ضيعة ياسنايا بوليانا.

কোন মন্তব্য নেই:

একটি মন্তব্য পোস্ট করুন

প্রকৃত মুসলমান হওয়ার জন্য প্রত্যেক মুমিনের আল্লাহওয়ালা সমাজকেন্দ্রিক হওয়া উচিত। _ হযরত কায়েদ ছাহেব হুজুর রহ.