نبذة من حياة ديكارت


 (3)نبذة من حياة ديكارت

 المقدمة: وديكارت هو الشخصية الرئيسية لمذهب العقلانية في القرن17 م، كما كان ضليعًا في علم الرياضيات، فضلًا عن الفلسفة، وأسهم إسهامًا كبيرًا في هذه العلوم، وديكارت هو صاحب المقولة الشهيرة: "أنا أفكر، إذًا أنا موجود'".
مولده:ولد ديكارت في 31 مارس عام 1596 م في مدينة لاهاي 
نشأته: أسرته كانت ترجع في أصلها إلى هولندا. ينتمي ديكارت إلى أسرة من صغار النبلاء، حيث عمل أبوه مستشارًا في برلمان إقليم بريتانيا الفرنسي. وكان جده لأبيه طبيبًا، وجده لأمه حاكمًا لإقليم بواتيه.
تعليمه: وفي عام 1604 التحق ديكارت بمدرسة لافلشي La Fliche، وهي تنتمي إلى طائفة دينية تسمى باليسوعية، وقد تلقى ديكارت فيها تعليمًا فلسفيًا راقيًا يعد من أرقى الأنواع في أوروبا وبدأ فيها ديكارت في تعلم الأدب، والمنطق، والأخلاق ثم الفلسفة وأخيرًاالرياضيات والفيزياء. ونال إجازة الحقوق من جامعة بواتيه حيث تخرج ديكارت من الكلية عام 1612 حاملًا شهادة الليسانس في القانون الديني والمدني عام 1616.[17]
وعلى عادة النبلاء في ذلك العصر، نصحه أبوه بالالتحاق بالجيش الهولندي، إذ كان هذا الجيش أفضل جيوش أوروبا نظامًا وخبرة، وكان يشكل مدرسة حربية لكل من أراد أن يتعلم فن الحرب. وبالفعل رحل ديكارت إلى هولندا عام 1618 وتعرف هناك على طبيب هولندي يدعى اسحق بيكمان، وكان متبحرًا في العلوم، وشجعه على دراسة الفيزياء والرياضيات وعلى الربط بينهما، وكانا يمارسان معًا طريقة جديدة في البحث تطبق الرياضيات على الميتافيزيقا، وترد الميتافيزيقا إلى الرياضيات، وقد كان لهذه الطريقة أبلغ الأثر في تطور ديكارت الفكري وفي تشكيل فلسفته، إذ أن منهجه ومذهبه الفلسفي لن يختلف كثيرًا عن طريقة البحث هذه.
 عمليته: تطوع للخدمة في الجيش الهولندي عام1618 م، وخاض معه عدة معارك، وفي عام 1622 م عاد ديكارت إلى فرنسا وصفى جميع أملاكه ليستثمر الأموال في تجارة السندات المالية وقد أمنت له دخلا مريحا لبقية حياته. وفي الفترة بين 1628 م و1649 م عاش ديكارت حياة علمية هادئة في هولندا، وألف فيها معظم مؤلفاته، والتي أحدثت ثورة في مجالي الرياضيات والفلسفة.
غادر ديكارت هولندا عام 1619 وذهب إلى ألمانيا، وهناك اكتشف الهندسة التحليلية التي اشتهر بها ووضع يده على قواعد منهجه الفلسفي. وفي عام 1620 بدأ في السفر متنقلًا بين العديد من المدن الأوربية لمدة تسع سنين، وفيها باع أملاكه التي ورثها عن أمه، وعرض عليه أبوه أن يشتري له وظيفة حاكم عسكري فرفض ديكارت وآثر أن يعيش حياة العزلة. وفي عام 1628 غادر فرنسا إلى هولندا حيث قضى فيها فترة كبيرة من حياته. والذي جعله يفضل هولندا أنها كانت آنذاك من أقوى وأغنى الدول الأوروبية وأكثرها ازدهارًا في العلوم والفنون. وفي عام 1629 بدأ ديكارت في كتابة رسالته «العالم Le Monde» وفيها يبحث في الطبيعة على أساس النتائج التي توصل إليها كوبرنيكوس وكبلر وجاليليو في النظام الشمسى ودوران الأرض حول الشمس. لكن حدث أن أدانت محكمة التفتيش والكنيسة الكاثوليكية في روما العالم الإيطالي جاليليو عام 1633، خوفًا من أن تؤدي آراء جاليليو الجديدة إلى سقوط الاعتقاد القديم بأن الأرض ثابتة في الكون والنجوم والكواكب تدور حولها وعندئذ خشى ديكارت أن يكون مصيره نفس مصير جاليليو، فلم يكمل الرسالة وكاد أن يحرق أوراقها وعزم على ألا يكتب أي شيء على الإطلاق، مما أدى إلى توقف ديكارت عن نشر بعض أفكاره، وفي عام 1643 م أدانت جامعة أوتريخت الهولندية الفلسفة الديكارتية. في هولندا تتلمذ في علوم الرياضيات على يد الأستاذ ياكب يوليوس في جامعة لايدن
لكن سرعان ما أدرك ديكارت أنه لا يمكن أن يتوقف عن الكتابة نهائيًا وهو الفيلسوف الذي بدأ صيته ينتشر وعندما أحس أن الناس يتشوقون لمعرفة فلسفته عكف على الكتابة مرة أخرى، وأخرج ثلاث رسائل تدور كلها حول الموضوعات الرياضية والطبيعية وهي عن انكسار الأشعة والأنواء الجوية والهندسة، وقدم لها بمقال صغير وهو «مقال عن المنهج» عام 1636 وبلغ حد خوف ديكارت أن طبع الكتاب دون أن يكتب اسمه على الغلاف. وقرر ديكارت أن يضع مذهبًا للفلسفة ويطبقه على الميتافيزيقا فأخرج عام 1641 كتاب «التأملات في الفلسفة الأولى» الذي أهداه إلى الأميرة إليزابيث البلاتينية التي راسلها كثيرًا وأخذ يشرح لها فلسفته ويناقشها في أمور الأخلاق والسياسة. وعندما ذاعت شهرته وضع له ملك فرنسا راتبًا سنويًا يقدر بثلاثة آلاف جنيه عام 1647 لكنه لم يتلق منه شيئًا إذ آثر حياة العزلة. وفي عام 1648 تعرف على ملكة السويد كريستينا التي ناقشته طويلًا في فلسفته عبر سلسلة من الرسائل، وأصرت على دعوته للسويد ليكون عونًا لها في إدارة الحكم وشئون البلاد كمستشار، وعندما قبل الدعوة سافر إلى استوكهلم عاصمة السويد في أواخر عام 1649. وكانت الملكة تتردد عليه طويلًا لمناقشته في فلسفته، لكن الطقس البارد للسويد لم يكن مناسبًا لصحته، فأصيب بالتهاب رئوي، فرفض نصائح الأطباء وآثر أن يعالج نفسه بنفسه،
أهم أفكار العالم ديكارت:
نظرية المعرفة:
 وجه ديكارت الشكوك على المعرفة الحسيّة الظاهرة والكامنة، كما شكك في المعرفة المتأنيّة لليقظة، وقدرة العقل الرياضيّة على بلوغ المعرفة، وشكك في وجوده حتى تحوّل شكه إلى دليلٍ قاطع على وجوده.
 المنهج الديكارتيّ: وهو من المناهج الحديثة في الفلسفة، ويقوم هذا المنهج على قاعدتين أساسيتين هما البداهة والاستنباط.
 الثنائية الديكارتيّة: وضع ديكارت عدداً من الفروق بين النفس والجسد، ويرى أنّهما مختلفان عن بعضهما البعض.
أفكاره عن الله: اعتقد ديكارت بأنّ الله والعقل متشابهان؛ حيث إنّ كليهما يفكران إلا أنّه لا يمكن الإحساس بوجودهما بشكل مادي أو جسمي، غير أن الله مختلفٌ عن العقل بكونه غير محدود، كما أنّه غير معتمد في وجوده على أيّ شيء آخر، ومع العلم بأن ديكارت كان مؤمناً بوجود إله واحد قادر على كل شيء إلّا أن مذهبه قد أوصل العديد من الناس إلى الكفر بوجود الله.
 الأخلاق: وصف ديكارت علم الأخلاق بكونه أساس الحكمة والعلوم، وأشار إلى وجوب التعرّف على كافّة العلوم قبل الخوض في علم الأخلاق.
وجود الإله وطبيعته:
يعتقد ديكارت أن الله يشبه العقل من حيث أن الله والعقل يفكران ولكن ليس لهما وجود مادي أو جسمي، إلا أن الله يختلف عن العقل بأنه غير محدود، وأنه لا يعتمد في وجوده على خالق آخر، ويقول:"إنني أدرك بجلاء ووضوح وجود إله قدير وخير لدرجة لا حدود لها".
أدلة وجود الإله:
الملاحظ أن ديكارت يتوصل إلى وجود الذات المفكرة لا بأدلة وبراهين عقلية مثل التي يستخدمها في إثبات وجود الله، بل بالحدس والبصيرة. ذلك لأن السلسلة التي ينتقل فيها من الشك إلى اليقين بوجوده باعتباره كائنًا مفكرًا، والتي يقول فيها: «أنا أشك إذن أنا أفكر، إذن أنا موجود» ليست ببرهان عقلي بل هي في حقيقتها برهان حدسي، يقوم على البصيرة والنور الفطري
نقده:
ظهرت معارضة ديكارت منذ أصدر مؤلفه الرئيسي، والذي عرضه على بعض العلماء بهدف أخذ آرائهم، وكان هناك ثلاث جهات رئيسية تعارضه:
  • كان الموقف الطبيعي يحارب عناصر ديكارت الروحانية، وكان خصم ديكارت الرئيسي في هذا الاتجاه هو هويس.
  • كان اللاهوت المحافظ يحارب محاولاته العقلانية لإثبات حقائق الأشياء دون اللجوء للتجلي الإلهي، كما حاربوا شكه المنهجي، ومن الأمثلة على هؤلاء بوردين وجسبير فويتيوس
  • ربط جاسندي كلا المفهومين السابقين في معارضته لديكارت
  • هاجم الشكاك عقلانيته، ومن الأمثلة على ذلك كتاب "Censura philosophiae Cartesianae" الصادر سنة 1723 الذي ألفه الأسقف ب.د.هيوت (1630-1721)
علي الرغم من أن ديكارت كان معروفا في الدوائر العلمية حتي وفاته إلا أن تدريس أعماله للطلبة كانت مسألة مثيرة للجدل. هنري دي روي (Henricus Regius, 1598–1679) أستاذ في الطب بجامعة يوترخت أدين من قبل جيجسبرت عميد الجامعة لتدريسه بعض أعمال ديكارت في الفيزياء، كما منعت مؤلفاته في هولندا عام 1656، وروما 1663.
أهم مؤلفاته:
Principia philosophiae, 1685
1.    مقال عن المنهج (1637 م).
2.    علم الهندسة (1637 م).
4.    مبادئ الفلسفة (1644 م).
5.    العالم
6.    قواعد لتوجيه التفكير
وفاته: وعندما اشتد عليه المرض توفى في 11 فبراير عام 1650.

কোন মন্তব্য নেই:

একটি মন্তব্য পোস্ট করুন

প্রকৃত মুসলমান হওয়ার জন্য প্রত্যেক মুমিনের আল্লাহওয়ালা সমাজকেন্দ্রিক হওয়া উচিত। _ হযরত কায়েদ ছাহেব হুজুর রহ.